ظل التيار السلالي الإمامي بقيادة يحي المتوكل يتحين الفرص للعودة الى الحكم فتغلغل في الاحزاب السياسية خاصة المؤتمر الحاكم، لكنه رأى في الحركة الحوثية منصة إضافية لتسريع زمن الوصول الى الحكم، فعقد يحي الشامي خليفة المتوكل الاكثر تأهيلاً اتفاقيات مع الحوثيين تم من خلالها دعمهم من خلال عدة اتجاهات، سياسيا واجتماعياً عبر المؤتمر الشعبي والمشائخ التابعين له في مختلف قرى اليمن ، اقتصاديا وعسكريا من خلال الحرس الجمهوري والمؤسسة الاقتصادية التي كانت تدير القطاع الاقتصادي للجمهورية والاخيرة سلمت مبكرا للامامي علي الكحلاني .
لا نتتبع التأريخ كثيرا لكن نحن بصدد تحليل الواقع .. تمكنت الحركة الحوثية التي تدار من الحرس الثوري الايراني عمليا من انهاء شراكاتها مع الكل لتتربع على منصة الحكم فتخلصت من قيادات المؤتمر الشريكة وقيادات الحرس والجيش والمخابرات وأضعفت أي قوة لهم داخل الحكم في صنعاء، وأصبح التيار الإمامي الذي يطمح للسلطة واستخدم الاحزاب السياسية والحركة الحوثية لعودة حلمه الان هو الوحيد الذي تبحث الحركة الثورية الحوثية طريقة لاستغلاله قبل التفكيك.
يحاول تيار الإمامة أن يستخدم بعض أدواته ووصلت أدواته فعليا الى تفاهمات مع السعودية تضمن لهم مكانة في أي نظام قادم مقابل عدم الانجرار لمخطط ايران وكان زيد الذاري واحمد الكحلاني سفراء تيار الإمامة بقيادة الشامي.
انتبه الحوثي مؤخرا لهذا التيار المتغلغل ايضا في صفوفه تحت مسمى الهاشمية الداعمة لابن رسول الله فبدأ بإضعافه عسكريا واقتصاديا لكنه لازال يحتاج الخيط الرفيع للتفاوض مع السعودية ، ورغم أنا كنّا نتتظر تصفية الحوثيين للشامي الا أنه وضعه ضمن المجلس السياسي الذي يحكم الحوثي عبره ، ما يعني عودة غير آمنة للإمامة الى الحكم.
نحن اذا أمام سيناريوهات مفتوحة .. هل الإيرانيون سيستفيدون من الإمامة لايقاف الحرب والتفرغ لبناء دويلتهم جنوب السعودية ؟ أم أن الإمامة لازال بامكانها اللعب على الحوثي وكيل ايران ووراثته في الحكم ؟
اذا تمكنت الإمامة من الانقلاب على الحوثي ستجد دعما سعوديا لها كون الحرب أصبحت عبئا كبيرا على الجميع ، أما لو ايران بقيت حاكمة وتريد الاستفادة من الإمامة ستستمر الحرب حتى يخضع أحد الطرفين لقوة الآخر !
الملاحظ هنا أن الشرعية والتحالف خارج هذه الحسابات خاصة في هذا السيناريو السيء .. أما لو بحثنا عن سيناريوهات اخرى لن يكون هناك افضل من سيناريو هزيمة الحوثي عسكريا وعودة الدولة وانهاء الانقلاب لأن الحوثية الايرانية والإمامية السلالية كلاهما مشروعان تفكيكيان ويستهدفان الجمهورية واليمن كدولة وشعب و حضارة وتأريخ، وان تعايشت الإمامة مع المحيط الخليجي غير الجمهوري !