يسود الجدل في أوساط المشرعين الأمريكيين حول توجيه الولايات المتحدة ضربة لجماعة الحوثي في اليمن على خلفية هجماتها التي طالت سفنا في البحر الأحمر وباب المندب.
وعرض المشرعون في مجلس الشيوخ مجموعة من وجهات النظر حول كيفية رد الإدارة على هجمات الحوثيين المتصاعدة في البحر الأحمر، بما في ذلك إطلاق الصواريخ وهجمات الطائرات بدون طيار على إسرائيل والسفن واختطاف السفن التجارية.
ويسود الاعتقاد في واشنطن أن إدارة بايدن تشعر بالقلق من تنفيذ ضربات على أصول جماعة الحوثي في اليمن، معتقدة أن الحوثيين لم يستهدفوا السفن الحربية الأمريكية بشكل مباشر، وأن الضربات المباشرة يمكن أن تقوض الجهود المبذولة لتأمين استقرار اليمن، وجهود وقف إطلاق النار بين السعودية واليمن.
وكانت وكالة رويترز كشفت أن المملكة العربية السعودية لا تؤيد الضربات الأمريكية للحوثيين، وأن سفن واشنطن نجحت السفن حتى الآن في اعتراض محاولات شن ضربات صاروخية وطائرات بدون طيار.
واقترح السيناتور ريتشارد بلومنثال (ديمقراطي من ولاية كونيتيكت) أن الإدارة ستصعد ردها على أي هجمات مستقبلية، وقال إن الإدارة الأمريكية ستبذل المزيد من الجهود إذا استمرت هجمات الحوثيين، وأن الرد سيتم تكثيفه على المناطق التي يتمركز فيها الحوثيين وتنطلق منها الهجمات، وفقا لموقع جويش انسايدر الذي ترجمع الموقع بوست أبرز ما نشره.
وطالب السيناتور بيت ريكيتس (الجمهوري عن ولاية نبراسكا) بسياسة متبادلة للرد بكل قوة على أي هجمات، قائلا إن الشيء الوحيد الذي تفهمها جماعة الحوثي – وصفها بالإرهابية – هي القوة، وقال إن ذلك يجب أن يشمل ضربات داخل اليمن على قواعد الحوثيين.
أما السيناتور بن كاردين (ديمقراطي من ولاية ميريلاند) فقد أعلن معارضته بشكل عام لتنفيذ ضربات داخل اليمن، واشترط رؤية مزيد من التبرير لتوجيه أي ضربات للحوثيين.
من جانبه فضل السيناتور ماركو روبيو (جمهوري من فلوريدا) عدم التعليق على إيجاد استراتيجية عسكرية محددة ضد الحوثيين، لكنه وصف قدرات الحوثيين المتنامية بأنها مثيرة للقلق.
وأضاف: "إن لدى الحوثيين القدرة على ضرب السفن التجارية، ويشكلون تهديدا للسفن، إذا تعرضنا لهجوم مباشر من قبلهم، فسنرد بالمثل ضد منشآتهم"، وفق حديثه.
واردف: "حقيقة أن مجموعة قبلية من المقاتلين تمتلك ذخائر موجهة بدقة مقدمة من إيران توضح لك سبب الحاجة إلى فرض عقوبات شديدة على إيران".
وقال ريتش غولدبرغ، أحد كبار المستشارين في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، إن عدم وجود رد أمريكي يبعث برسالة إلى الحوثيين ورعاتهم في طهران أنهم يستطيعون الاستمرار في مهاجمة السفن، ويمكنهم مهاجمة البحرية الأمريكية، ويمكنهم مهاجمة السفن الأمريكية والمعدات الأمريكية، والإسرائيلية، مع الإفلات التام من العقاب.
وقال غولدبرغ إن الولايات المتحدة لديها خيارات رد مختلفة، بما في ذلك استهداف الحوثيين، أو الأصول الإيرانية في اليمن، أو شن هجوم – سواء كان حركي أو إلكتروني – على إيران نفسها، لكنها تخشى تعطيل المفاوضات داخل اليمن، والانفراج السعودي الإيراني وآفاق المفاوضات الأمريكية الإيرانية إذا هاجمت أمريكا اليمن مباشرة.
وحذر غولدبرغ من أن الإدارة تسير على مسار غير مستدام من شأنه أن يرهق القوات الأمريكية إذا استمرت في تجنب الرد العسكري على الحوثيين واضطرابات إيران المستمرة في ممرات الشحن.
وشدد سايمون هندرسون وهو مدير برنامج برنشتاين لسياسة الخليج والطاقة في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، على أن أنشطة الحوثيين تتداخل مع الشحن في ممر شحن عالمي رئيسي، بالقرب من نقطة اختناق رئيسية. .
وافترض هندرسون أن الولايات المتحدة تتجنب الهجمات الانتقامية المباشرة على الحوثيين لأنها تريد تجنب حرب شاملة مع جماعة الميليشيات.
وقال إن البحرية الأمريكية من المرجح أن تزيد من وجودها في البحر الأحمر على أمل ردع الهجمات المستقبلية.
وقال هندرسون: "إنهم لن يطاردوا الحوثيين بالضرورة في هذه المرحلة، بل سيوضحون من خلال حضورهم الواضح أنه إذا قاتلتم في هذا الأمر، أو استفزتمونا، فسوف نضربكم".
*يمكن الرجوع للمادة الأصل : هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست