في ظل الوضع القائم حق الدفاع عن الوطن ليس حكر للجيش فقط ، وانما هو حق لجميع الشرفاء وفيهم المدرسين الذين يغيضكم إنتمائهم للجيش ، متناسين في فترة من الفترات أن الجيش المحمل بالنياشين والرتب تحول إلى أداة قمع، وان الوطن كان على المحك لولا الله اولًا ثم إنتماء هؤلاء المدرسين الذين حركوا البوصلة واعادوها لمسارها ، ومن خلالهم تشّرب الأبناء مفهوم الوطنية والدفاع عن الوطن ،وتحقيق المبدأ الأول النصر أو الشهادة ولهذا يرهبكم جيش المدرسين حتى بتم تحرضون وتدسون سمومكم .
يحق لكم أن تفعلوا ذلك فهم بلا شك يزعجونكم لأنهم يقرؤون السطور ويفهمونها ويجدون تحليل نصوصكم الواهية وأعذاركم القبيحة ، لأنهم يكشفون زيفكم وتماهيكم ضد الوطن وتخاذلكم نحوه ، ولأنهم يصنعون لكم دروساً خصوصية في أن الوطن ليس كومة حجارة، بل قيم مثلى يجب عليكم التحلي بها .
يرهبكم جيش المدرسين لأنكم تعلمون أن الوطن يستند على صورة شهيد منهم وصورة معتقل وان جدرانه تقف على بقايا جراحهم، وأن الوطن كله يسقيه حبر دماءهم وأرواحهم، يرهبكم جيش المدرسين لأنهم يستحضرون كل النصوص التي تضعكم أمام مبدأ النصر أو الشهادة وأن روح كل واحد فيهم هي في سبيل هذا الوطن ولأنهم سينتصرون لمبادئهم ولن يقفوا موقف المتفرج حيال ما تصنعوه تجاه وحدة وصف هذا الوطن .
يرهبكم هذا الجيش من المدرسين لأن أقلامهم باتت كلاشنكوف في وجوهكم ، وجملهم رصاصات حمر تتناثر على أجسادكم ، يرهبونكم لأنكم تدركون تماماً أنهم لن يتماهوا مع مخططاتكم ، ولن تتماشى معهم اساليب الإغراء التي تتخذونها وتتماشى مع غيرهم ،ولن تستطيعوا أن تحيلوا هذا الوطن إلى رماد مهما اشتد عضدكم ، فهم باقون حتى آخر رمق يشرحون ويحللون لكم دروس التضحية ويضعون قواعد حق الدفاع عن الوطن وأنه ملك لكل الشرفاء والوطنيين وان النصر مهما بدا بعيداً فهو بلا شك حليفهم.