منصة تحقيق دولية تكشف عن تطورات كبرى واستحداثات إماراتية وتحركات لسفن مشبوهة في جزيرة يمنية.. ما علاقة ذلك بـ 7 أكتوبر وتل أبيب؟
- غرفة الأخبار الأحد, 25 فبراير, 2024 - 09:12 مساءً
منصة تحقيق دولية تكشف عن تطورات كبرى واستحداثات إماراتية وتحركات لسفن مشبوهة في جزيرة يمنية.. ما علاقة ذلك بـ 7 أكتوبر وتل أبيب؟

كشفت منصة تحقيقات دولية عن استحداثات وتطورات متسارعة وتحركات لسفن مشبوهة في قاعدة شيدتها دولة الإمارات في جزيرة عبدالكوري اليمنية على البحر العربي، غالبيتها بعد السابع من أكتوبر الماضي بعد عملية الهجوم الذي سنته دولة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، مرجحة أن تل أبيب المستفيد من تلك التطورات.

 

وقالت منصة "إيكاد" للتحقيقات في تحقيق مفصل ومدعم بصور الأقمار الصناعية الجديدة تظهر تطورات متسارعة وسفن مجهولة وإمدادات لا تتوقف لقاعدة إماراتية هامة على جزيرة يمنية، وأهداف تجارية تُخفي معها مكاسب عسكرية تخدم أطرافًا إقليمية، في ظل التوترات الجارية في البحر الأحمر".

 

وبحسب المنصة فإن لتحقيق يكشف عن تطورات جديدة في القاعدة الإماراتية بجزيرة "عبدالكوري"، وتسلط الضوء على أهمية تلك التطورات وسر توقيتها، وسياقها في الحرب على قطاع غـ.ـزة.

 

وأضافت "في ظل الحرب الإسرائيلية على غزة وتصاعد تهديدات الحوثيين في البحر الأحمر للسفن المرتبطة بإسرائيل، رصدنا تطورات متسارعة في القاعدة الإماراتية في جزيرة "عبدالكوري" اليمنية؛ إحدى جزر أرخبيل سقطرى، التي كان لإيكاد السبق الصحفي للكشف عنها قبل عامَين".

 

تقول المنصة "هذه المرة استطعنا التقاط طرف الخيط، من خلال تتبعنا المعتاد والمستمر لحركة الملاحة البحرية في الشرق الأوسط، التي زادت توترًا بعد 7 أكتوبر".

 

وأشارت إلى أن طرف الخيط هنا عبارة عن سفينة تُدعى "Takreem - تكريم" تحمل العلم الإماراتي، رصدناها وهي تتجه نحو جزيرة "عبدالكوري". لافتة إلى أن السفينة من نوع سفن الإنزال البحرية التي تُستخدم لنقل الجنود والمعدات والمركبات ونشرها من السفينة إلى الشاطئ لإجراء العمليات العسكرية الهجومية.

 

 

بتتبع مسار السفينة  تقول "إيكاد" وجدنا أنها قامت برحلة متشابكة قبل وصولها إلى "عبدالكوري"، فقد انطلقت من "ميناء زايد" في أبو ظبي يوم 21 ديسمبر 2023، ووصلت جزيرة سقطرى اليمنية في 29 ديسمبر 2023، لتمكث بها حتى يوم 7 يناير 2024.

 

وتابعت "في اليوم التالي اتجهت غربًا نحو جزيرة "عبدالكوري" ورست فيها حتى 11 يناير، وفي 13 يناير عادت لجزيرة سقطرى وخرجت منها يوم 18 يناير، ثم واصلت مسيرها نحو الإمارات".

 

سجل سفينة مثير للتساؤلات ورحلات مشبوهة

 

وأكدت أن لهذه السفينة سجل مثير للتساؤلات ورحلات مشبوهة.

 

وأردفت "سبق أن كشفنا في تحقيق سابق أن السفينة ذاتها وصلت إلى "عبدالكوري" في 20 نوفمبر 2021، وفي 26 نوفمبر أخفت إشارتها خلال وقوفها عند شواطئ الجزيرة، وظلت كذلك حتى عادت للظهور في 25 ديسمبر في بحر العرب متجهة شمالًا، وهو ما رجّح وقتها أن السفينة كانت تقوم بنشاط مشبوه دفعها لإخفاء إشارتها".

 

 

واستدركت "هذا أكد لنا استمرار وجود السفينة حينها في الجزيرة حتى نهاية نوفمبر 2021، وهي صور أقمار صناعية التقطتها "Sentinel Hub" في 24 نوفمبر و29 نوفمبر كشفت وجود السفينة على شاطئ "عبدالكوري"، وتأكدنا من هويتها من خلال تطابق مسار السفينة في صور الأقمار الصناعية مع مسار الإبحار المُعلن على برامج الملاحة، وكذلك تطابق أبعاد السفينة "تكريم" مع أبعاد السفينة".

 

واستطردت المنصة بالقول "السفينة ذاتها سبق أيضًا أن كشفنا مشاركتها مع سفن أخرى في عمليات التطوير وبناء المدرج في ميناء المخا في أكتوبر 2021، واتضح حينها أن السفينة توقفت عن الذهاب لميناء المخا بعد أن شارفت أعمال البناء في مدرجه على الاكتمال، ما يرجّح أنها اُستخدمت للنقل العسكري ونقل المواد والفرق المطلوبة لبناء المدرج".

 

وزادت "تحركات السفينة التي رجّحنا ارتباطها في أكثر من مرة بعمليات تطوير وبناء في المواقع التي ترسو بها، دفعتنا للتقصي عن أسباب رحلتها الأخيرة إلى "عبدالكوري"، والبحث في صور الأقمار الصناعية لمعرفة سر زيارتها، وما وجدناه لم يُخالف توقعاتنا، وكأنه تكرار لسيناريوهات رحلاتها السابقة".

 

ما الذي كشفته صور الأقمار الصناعية للجزيرة خلال زيارة  السفينة "تكريم"؟

 

تقول منصة إيكاد "قمنا بتتبع هذه السفينة، وعبر تحليل أبعادها وجدنا أن طولها 127 مترًا تقريبًا، وعرضها 21 مترًا تقريبًا، ووظهرت محمّلة بشاحنات وإمدادات نرجّح أنها لتسريع عملية البناء في جزيرة "عبدالكوري" والقاعدة التي تتضمنها بعد أحداث 7 أكتوبر.

 

وأكدت أن هذه السفينة المجهولة ذاتها سبق أن رصدها حساب "Vleckie" المتخصص في أخبار المصادر المفتوحة، قبالة اليمن يوم 10 يناير 2024.

 

وبمزيد من التحليل والتتبع، تشير المنصة أنها "وجدت أن هذه السفينة الكبيرة كانت تقترب من شواطئ "عبدالكوري" فحسب، لكنها لم ترسو على الجزيرة، لأسباب نرجّح أنها لعدم اكتمال البنية التحتية لاستقبال السفينة".

 

 

وتساءلت بالقول إذا لم تكن السفينة قادرة على الوصول للجزيرة، فكيف كانت تُفرغ شحنتها؟ وذكرت أنه "مع تتبع عملية إفراغ الشحنات من السفينة، وجدنا أنها كانت عملية معقدة تتم على مرحلتين: الأولى: عبر سفينة صغيرة الحجم متعددة المهام تنقل الحمولة من السفينة الكبيرة وتقربها من الشواطئ، والمرحلة الثانية: من خلال قوارب يدوية تأخذ الحمولات من السفينة الصغيرة وتنقلها إلى داخل الجزيرة.

 

تتابع المنصة أن "السفينة المجهولة ونشاطها في الجزيرة لم يكُن الشيء الوحيد الذي كشفته لنا صور الأقمار الصناعية في الجزيرة ومحيطها، بل هناك أمور وتطورات أخرى ظهرت متسارعة".

 

ووفقا لايكاد فإن أول هذه التطورات تمثلت في ظهور لسان بحري جديد في الجزيرة، طوله نحو 120 مترًا، وعرضه 8 أمتار. كما رصدنا ظهور صناديق بضائع في هذا اللسان البحري وفي الطرق الترابية الممهدة نحوه، التي نرجّح أنها تحمل المعدات والأدوات الهامة من أجل بنية القاعدة التحتية خاصةً، ومن أجل الجزيرة عامةً.

 

وطبقا للمنصة فإنه وبتحليل صور الأقمار الصناعية للجزيرة التي التقطتها "Sentinel Hub" خلال الفترة الماضية، وجدنا أن بناء اللسان البحري الجديد بدأ العمل عليه منذ أوائل أكتوبر 2023، أي تزامنًا مع أحداث "طوفان الأقصى".

 

"كما أظهرت الصور أن السفينة الكبيرة المجهولة التي تحدثنا عنها بدأت الرسو قرب هذا اللسان منذ يوم 3 يناير 2024 على الأقل"، وفقا للتحقيق.

 

 

وأضافت "لاحظنا أيضًا أن الجزيرة كانت تحتوى على لسانَين بحريين آخرين، أحدهما شمال شرق الجزيرة قرب القاعدة أُنشئ في أبريل 2023، والآخر شمال وسط الجزيرة أُنشئ في مايو 2023، لكن كلا اللسانَين أُزيلا في أكتوبر 2023، تزامنًا مع حرب غزة، في الوقت ذاته الذي تم فيه إنشاء اللسان البحري الجديد".

 

لماذا أُزيل اللسانَين من الشمال وبُني اللسان الجديد جنوب الجزيرة؟

 

تمضي منصة إيكاد بالقول "من خلال تحليل موقع اللسانَين القديمين واللسان الجديد في الجنوب وربطه بالأحداث في خليج عدن وبحر العرب، نرجّح أن يكون خلف البناء هدفان: الهدف الأول: لتجنب أي استهدافات حوثية متوقعة قادمة من شمال الجزيرة، ربما كانت ستستهدف اللسانَين الشماليين أو السفن الراسية بهما، كذلك، فإن المرتفعات الجغرافية المحيطة بشاطئ الجزيرة الجنوبي، حيث اللسان البحري الجديد، ستكون بمثابة عامل حماية طبيعي من الهجمات المحتملة.

 

وتوقعت أن الهدف الثاني: ربما يكون بسبب أن جنوب القاعدة (منطقة اللسان الجديد) يتمتع بشاطئ أوسع ومياه عميقة يمكنها استقبال سفن أكبر، وكذلك استضافة إمدادات بكثافة أكبر لأقرب نقطة للجزيرة.

 

وقالت "وجدنا أيضًا أن هذا اللسان البحري لم يكن إلا جزءًا من عمليات تطور أسرع سارعت أبوظبي لإنجازها".

 

تواصل "بتحليل صور الأقمار الصناعية التي التقطتها "Sentinel Hub" للجزيرة بعد 7 أكتوبر، لاحظنا تطورات في الأبنية في المصف الرئيسي بمدرج القاعدة الغربي، ورصدنا عمليات تمهيد ترابية ورصف، تبعها ظهور أبنية جديدة خلال الأسابيع التي تلت 7 أكتوبر".

 

وأردفت "للوقوف على طبيعة هذه الأبنية الجديدة؛ عُدنا إلى صور الأقمار الصناعية التي حصلنا عليها من "Maxar" التي التُقطت في 5 يناير 2024، لنلاحظ ظهور 4 أبنية جديدة في مصف المدرج الغربي الرئيسي، وكانت كالتالي: بناء نرجّح أنه برج اتصالات لشكله الدائري وطوله. مبنى رئيسي للقاعدة مساحته 320 مترًا مربعًا تقريباً. مبنيان فرعيان للقاعدة؛ الأول مساحته 90 مترًا مربعًا، والثاني مساحته 30 مترًا مربعًا.

 

كما رصدت "إيكاد" تشكيلات رملية قرب مدرج القاعدة الرئيسي مدون عليه عبارات وأسماء أشخاص، منها: "أنا أحب الإمارات" باللغة الإنجليزية (I love UAE)، أبو حسن، عمّار

 

وأوضحت أن من التطورات الهامة في القاعدة كان ظهور مهبط مروحيات شمال المدرج الرئيسي للقاعدة، مشيرة إلى أن هذا المهبط تبيّن أن عمليات بناءه وتشكيله تمت بعد أحداث 7 أكتوبر في غزة.

 

 

كما رصدت "زيادة بنحو 120 مترًا في طول المدرج الرئيسي في القاعدة، ليصبح طوله بعد الاستحداث الأخير 3 كم، أي أنه بات قادرًا على استيعاب طائرات الشحن العسكري الأمريكية الأكبر من طراز "C-5M Super Galaxy" وقاذفات "B-1" الأمريكية الإستراتيجية، وهي القاذفات ذاتها التي قامت بهجمات انتقامية مؤخرًا في سوريا والعراق".

 

وتلك الزيادة الجديدة وفقًا لتحليل صور "Sentinel Hub" جاءت كذلك بعد أحداث 7 أكتوبر.

 

تتابع "لاحظنا أيضًا وجود عمليات حفر متسارعة، وظهور منطقتين تحويان أجهزة كبيرة لاستخراج التراب ومعالجته، وشاحنات عديدة لنقل مواد البناء المهمة، لم يتوقف التطوير هنا، بل استمر وشمل ظهورًا متسارعًا لعمران ومساكن وأبنية أخرى جديدة حول القاعدة، لنستكشف معًا تلك الأبنية والهدف منها".

 

تقول "بتحليل التطورات في صور الأقمار الصناعية للقاعدة يوم 5 يناير، وجدنا أنها كشفت عن قُرب انتهاء تشييد مباني خاصة في موقعَين شرق الجزيرة ووسطها، الأول: عبارة عن مساكن جديدة وسط الجزيرة، محاطة بالشاحنات والمعدات الخاصة بأعمال البناء، وكذلك خيم العمال. فيما الثاني: يقع شمال شرق تلك المساكن، وهو عبارة عن أبنية جديدة على بعد 2.5 كم تقريبًا من مدرج القاعدة الرئيسي.

 

وأوضحت أن هذه المساكن (خاصة التي تسارع بناؤها بعد 7 أكتوبر) يرجّح أنها شُيدت لهدفين: الأول: أنها ربما تُستخدم -ولو جزئيًا- كمساكن للعمال القائمين على بناء القاعدة وتطويرها، خاصةً أننا رصدنا وجود طرق ترابية مؤدية لهذه المساكن من جهة القاعدة العسكرية المُستحدثة. والثاني: أنها قد تكون خُصصت لسكان الجزيرة الأصليين، الذين قالت مصادر يمنية إن الإمارات حاولت تقديم عروض ثمينة لهم لترك الجزيرة، حسب المصادر.

 

تعود المنصة لتقول "هو الأسلوب ذاته الذي اتبعته الإمارات مع سكان جزيرة سقطرى؛ إذ ذكر موقع "إندبندنت" أن أبو ظبي استحدثت بعض المرافق الطبية والخدمية لكسب السكان هناك.

 

 

كما نشرت صورا وخرائط توضح مناطق المساكن الجديدة الأربعة في الجزيرة، اثنتان تقعان قرب القاعدة في شرق الجزيرة ووسطها، التي نرجّح استخدامها -جزئيًا- لفرق بناء القاعدة، واثنتان غرب القاعدة، رجحت أنها قد تُقدم كسكن جديد لسكان الجزيرة.

 

طبيعة التطورات وتسارعها نجد أنها تخدم أبوظبي من شقين:

 

ورجحت المنصة أن طبيعة التطورات وتسارعها في الجزيرة اليمنية تخدم أبوظبي من شقين: الأول: في كون الجزيرة مركزًا ملاحيًا اقتصاديًا يتمتع بموقع مميز في سواحل اليمن والقرن الإفريقي. فيما الثاني: أنها تخدم تكاملها العسكري الدفاعي الإستراتيجي مع قواعد عسكرية أخرى توجد بها قوات أمريكية، مثل قاعدة الريان جنوب اليمن، وقواعد عملت الإمارات على تطويرها وبنائها خلال الأعوام القليلة الماضية، مثل قاعدة ميون عند بوابة باب المندب، وقاعدة المخا المطلة على البحر الأحمر.

 

ولفتت إلى أن التطورات تزامنت مع التحديثات الأخرى التي رصدناها في القواعد الإماراتية في بربرة وبصاصو في الصومال، والتي أشارت أنباء سابقة إلى وجود خبراء عسكريين أمريكيين بها، ما يزيد من فكرة أنها تطورت لتحقيق التكامل العسكري الغربي حول باب المندب.

 

هل تكون تل أبيب أحد الأطراف المستفيدة من هذه التطورات؟

 

تقول "الجواب ربما، إذا ما ربطناها بأحداث مشابهة قرب باب المندب، مثلًا، ذكر مقال نشره موقع "جي فوروم" للجالية اليهودية الناطقة بالفرنسية في 2020، أن الإمارات وإسرائيل خططتا لإنشاء قاعدة في جزيرة سقطرى اليمنية -التي تعد عبدالكوري امتدادًا جغرافيًا وأمنيًا لها- والتي تتمتع بموقع إستراتيجي في بحر العرب، على بعد 350 كيلومترًا جنوب اليمن. كما أكد موقع "إنتليجينس أونلاين" الفرنسي في 9 سبتمبر 2020، وصول ضباط من المخابرات الإماراتية والإسرائيلية إلى جزيرة سقطرى، في نهاية أغسطس 2020.

 

وأوضح إنتليجينس أونلاين حينها أن المجلس الانتقالي الجنوبي تعرض لضغوط من الإمارات للموافقة على إنشاء قاعدة استخبارات إماراتية إسرائيلية، بحسب معلومات الموقع.

 

 

وحسب تقرير نشره المعهد الإيطالي للدراسات السياسية الدولية "ISPI" في نوفمبر 2023، فإن سقطرى تضم قاعدة استخباراتية إماراتية بالتعاون مع إسرائيل، يمكن أن تنشر بها أجهزة استشعار إسرائيلية الصنع لمواجهة الصواريخ والمسيّرات الإيرانية.

 

كما أن مجلة "Breaking Defense" الأمريكية سبق أن نشرت تقريرًا في يونيو 2022، أشار إلى وجود اهتمام من دول بالمنطقة بقدرات الدفاع الجوي الإسرائيلية الصنع، وأن في حال إتمام تلك الصفقات فمن المحتمل أن تُدمج هذه الدفاعات في شبكة نظام أوسع قد تضم جزر سقطرى.

 

وبحسب المنصة "سيشرف على هذا النظام القيادة المركزية الأمريكية، وسيوفر النظام إنذارًا مبكرًا لأي تهديدات جوية من إيران وحلفائها بالمنطقة".

 


التعليقات